هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عطست أمريكا فأصيب العالم بالزكام!

اذهب الى الأسفل

عطست أمريكا فأصيب العالم بالزكام! Empty عطست أمريكا فأصيب العالم بالزكام!

مُساهمة من طرف مهندي الإثنين 20 أكتوبر 2008, 11:10 pm

عطست أمريكا فأصيب العالم بالزكام!


بينما كانت المعركة بين روسيا وجورجيا إشارةً فهمها العالم على أن زمن
الهيمنة الأمريكية السياسية والعسكرية المطلقة على النظام الدولي قد ولّي
إلى غير رجعة، وأنّ زمن تعدُّدِيَّةٍ قطبيةٍ يلوح في الأفق، فقد أدرك
العالم أيضًا بعد مسلسل الأزمات المالية الأمريكية الأخيرة أنّ الهيمنة
الأمريكية على الاقتصاد الدولي ينبغي أن تنتهي هي الأخرى، ليخرج من تحت
ركامها نظامٌ "أكثر عدلًا" بحسب تعبير الرئيس الروسي ميديفيدف.




وحين يتحدث صديقُ واشنطن الحميمُ في قصر الإليزيه (ساركوزي) عن اقتصاد
السوق بوصف محضَ وهم، وعن ضرورة نشوء نظام ماليٍّ دوليٍّ آخر، فلذلك ما له
من دلالة، فكيف حين تسنده آراء يَصْعُب حَصْرُهَا، لخبراء هنا وهناك، تتحدث
عن ضرورة إعادة النظر في المنظومة الاقتصادية الدولية بِرُمَّتِها، تلك
التي نتجتْ عن اتفاقية بريتون وودز عام 1944، وبالطبع كنتاجٍ لميزان القوى
الذي تسيّدته الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.




ولما كان ميزان القوى السياسيّ والعسكري آخذًا في التغير، فلا بد أن ينسحب
ذلك على ما تَرَتَّبَ على الميزان القديم من أنظمة وسياسات تَمَسُّ العالم،
وعلى رأسها سياسة رَبْطِ العالم كله بالاقتصاد الأمريكي وعملته الدولار.


لم يَعُدْ بوسع الناس في طول العالم وعرضه أنْ يعيشوا أزماتِ الاقتصاد
الأمريكي كما لو كانوا مواطنين أمريكيين، أي أن يتحملوا الغُرْمَ بينما
يُحْرَمُون من الغُنْمِ.




فحين كانت أموال العالم تتدفَّقُ على سُوقَيِ النازداك ووول ستريت خلال
التسعينات، وعاشَ المواطن الأمريكي أعلى درجات الرَّفَاهية، لم ينسحب ذلك
على بقية البشر، اللهم إلا قطاعات طفيلية، تستفزُّ الغالبية، وتستخف
بهمومها اليومية.




في نظامِ ما بعد العولمة، صار العالم صالةً ضخمةً للقمار، كما أشرنا في
مقالٍ ها هنا قبل أسبوعين، وتراجَعَ الإنتاج الحقيقي لصالح طاولات المضاربة
والقمار التي تُسَمَّى زورًا أسواقًا وبورصات، وقد آن الأوان كي يُعَادَ
النظر في هذه اللعبة القذرة التي تصنع طبقاتٍ من ذوي الثراء الفاحش؛ بينما
تهبط بالغالبية الساحقة من البشر إلى أسفل سافلين، وذاك لَعَمْرِي هو رِبَا
الأضعاف المضاعفة (الفرق بين قيمة الأسهم الحقيقية وأسعارها في البورصة
نموذجٌ حَيٌّ لذلك)، وليس فقط ربا البنوك الذي لا يصل بحالٍ حدودَ العشرة
في المئة.




عندما يرفض الإسلام بَيْعَ السلعة بعد البيع الأول دون تَسَلُّمِها من
قِبَلِ صاحبها، فإنّ ذلك هو ما يحول دول لعبة المضاربة التي تَرْفَعُ
الأسعار على نحو جُنُونِيٍّ، بصرف النظر عن مدى الحاجة إليها، ومع ذلك
تَجِدُ من بعض الشيوخ مَنْ يُفْتِي بهذا النوع من المعاملات؛ بما يعكس
جهلًا كاملًا بروحية الإسلام في التعاطي مع شئون المال والتجارة.




يومًا فيومًا سيقترب العالم من روحية الإسلام في التعاطي مع الشأن
الاقتصادي، ليس عودةً إلى الاشتراكية، ولكن على قاعدة الزكاة التي تَدْفَعُ
المال نحو السوق؛ لكي لا تآكل، فيكون النُّمُوّ وخَلْقُ فُرَصِ العمل،
وبروحيةِ أنْ لا يكونَ المال "دُولةً بين الأغنياء"، والتي تعني حمايةَ
الطبقات الفقيرة، ومنع الاحتكار والمضاربة التي تؤدي إلى ارتفاع الأسعار
دون وجه حق.




الخطة المالية الأمريكية التي اقترحها بوش هي ضربة لاقتصاد السوق، بما
انطوتْ عليه من تَدَخُّلٍ من قِبَلِ الدولة في توجيه السوق، وكل ذلك سيؤدي
بالعالم إلى التمرد على هذا النظام الظالم، وذلك بعد نهايةِ الزمن الذي كان
بوسع واشنطن أن تفرض فيه على العالم ما تشاء من سياساتٍ، الأمْرُ الذي
وَقَعَ بسبب مقاومة هذه الأمة، من العراق، إلى أفغانستان، إلى لبنان،
وفلسطين.



طَوَال الأيام الماضية عاش العالم أزمةَ المال الأمريكية، وما من بيتٍ يقرأ
الصحف، ويتابع الأخبار، إلا تابَعَ حكايةَ خطة بوش المالية التي رفضها مجلس
النواب، ثم مَرَّرَها مجلس الشيوخ بعد إجراء تعديلات عليها، قبل أن يوافقَ
مجلس النواب عليها من جديد.
مهندي
مهندي
عضو ذهبى
عضو ذهبى

النوع : ذكر

عدد الرسائل : 100

تاريخ الميلاد : 06/10/1988

العمر : 35

العنوان : مصر

العمل / الترفيه : صوتيات MP3 Audio

المزاج : متفائل
أحلامى وأمنياتى : إنشاد إسلامى هادف
تاريخ التسجيل : 10/10/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى